الماء هو مصدر الحياة وسبيل العيش والرخاء. فهو مدخل لمعظم الإنتاج، في الزراعة والصناعة، والطاقة، والنقل، من خلال أشخاص أصحاء في النظم الايكولوجية السليمة. ويمكن أن تكون المياه أيضا سببا للوفاة والدمار والفقر، من خلال الجفاف والفيضانات والانهيارات الأرضية والوباء، وكذلك تدريجيا من خلال التآكل، وتسرب المياه المالحة، والغمر، والتصحر، والتلوث والمرض. وبالتالي، أصبحت المياه من أجل الصحة وسبل العيش والإنتاج، فضلا عن إدارة المخاطر المتعلقة بالمياه التي لا يمكن التنبؤ بها، أكثر وضوحا بسبب النمو السكاني، ونضوب الموارد والتدهور البيئي وظاهرة تغير المناخ، مؤكدا أن هذه التحديات تستلزم ردودا جماعية في إطار من التعاون على جميع المستويات، العالمية والإقليمية ودون الإقليمية. وفي هذا السياق، يمكن للمنظمات الإقليمية ودون الإقليمية أن تلعب دورا حاسما في تعزيز التعاون الإقليمي من أجل التصدي للتحديات وإيجاد حلول للمشاكل بما في ذلك القضايا المتصلة بالمياه. وتتوفر الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي على 9379 كلم مكعب من موارد المياه المتجددة التي تمثل 15.3 في المائة فقط من موارد المياه المتجددة في العالم والعديد من دول منظمة التعاون الإسلامي يعانون زيادة ندرة المياه حيث بلغ إجمالي موارد مياهها المتجددة (TRWR) بالنسبة للفرد أقل من مستوى عتبة 1700 متر مكعب سنويا.
والماء هو واحد من أهم المواضيع على جدول أعمال منظمة التعاون الإسلامي. وينعقد المؤتمر الإسلامي للوزراء المسؤولين عن المياه مرة واحدة كل سنتين. وحث المؤتمر؛ الذي عقد اجتماعه الأول في تركيا في عام 2012، مركز أنقرة على استخدام خبراته لجمع المعلومات حول احتياجات وقدرات الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في المياه وإنشاء بوابة إلكترونية لنشر هذه المعلومات بين جميع الدول الأعضاء، وكذلك لاستخدامها في تنظيم وتنفيذ الأنشطة التدريبية في مجال المياه في الدول الأعضاء واعتماد رؤية المياه في منظمة التعاون الإسلامي.
في هذا الصدد، وضع مركز أنقرة برنامج بناء القدرات في إدارة الموارد المائية (Water-CaB) بهدف تعزيز قدرات الموارد البشرية في الدول الأعضاء. ويهدف البرنامج أيضا للعب دور فاعل في تسهيل تبادل المعرفة والخبرات وأفضل الممارسات في مجال المياه بين الدول الأعضاء، وبالتالي المساهمة في تنفيذ رؤية المياه في منظمة التعاون الإسلامي.
|